مقال: من دلائل النُّبُوَّة .. خاتم النُّبوَّة           مقال: غزوة ذي قرد .. أسد الغابة           مقال: الرَّدُّ عَلَى شُبْهَاتِ تَعَدُّدِ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           مقال: حَيَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           برنامج أنت تسأل والمفتي يجيب 2: انت تسأل - 287- الشيخ ابراهيم عوض الله - 28 - 03 - 2024           برنامج مع الغروب 2024: مع الغروب - 19 - رمضان - 1445هـ           برنامج اخترنا لكم من أرشيف الإذاعة: اخترنا لكم-غزة-فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله-د. زيد إبراهيم الكيلاني           برنامج خطبة الجمعة: خطبة الجمعة - منزلة الشهداء - السيد عبد البارئ           برنامج رمضان عبادة ورباط: رمضان عبادة ورباط - 19 - مقام اليقين - د. عبدالكريم علوة           برنامج تفسير القرآن الكريم 2024: تفسير مصطفى حسين - 371 - سورة النساء 135 - 140         

الشيخ/

New Page 1

     بلادي فلسطين

New Page 1

تعريف بمدينة أريحا وقراها

11/10/2011 17:54:00

تعتبر مدينة أريحا واحة خضراء في منطقة غور الأردن، تقع على بعد 7 كم غربي نهر الأردن و 10 كم شمال البحر الميت و 30 كم إلى الشرق من بيت المقدس وتنخفض مدينة أريحا حوالي 250 م عن سطح البحر، لذلك تعتبر المدينة أخفض مدينة في العالم.

اسم أريحا أصله سامي وعند الكنعانيين تعني مدينة القمر، وتعني كلمة أريحا بالسريانية الرائحة والأريج، كذلك أطلق على المدينة اسم مدينة النخيل وحديقة السماء.

تعتبر مدينة أريحا أقدم مدينة في العالم فالآثار الخاصة بأقدم حضارة اكتشفت في أريحا تعود إلى عشرة آلاف سنة، توجد هنالك العديد من الأماكن التاريخية الجميلة للزيارة في أريحا مثل أريحا القديمة ونهر الأردن حيث عمّد السيد المسيح، كذلك هنالك جبل التجربة، قصر هشام، عين السلطان ( نبع اليشا )، شجرة زكا ( الجميز )، دير سان جورج ( وادي القلط )، قصر هيرودوس الشتوي، دير حجلة، كهوف قمران، البحر الميت، والكثير الكثير من المناطق الرائعة.

طقس المدينة الجميل يجذب الكثير من السياح إن كانوا محليين أو من خارج الوطن، فمعدل درجات الحرارة في يناير هو 8.5 درجة وأقل معدل سنوي لدرجات الحرارة هو 17 درجة مئوية، معدل درجات الحرارة السنوي هو 23.5 درجة، وأعلى معدل سنوي لدرجات الحرارة هو 30.5 درجة ، معدل تساقط الأمطار ( 150 ) ملم ومعدل الرطوبة 52%، معدل تساقط الأمطار في مدينة أريحا هو أقل منه في الجبال المحيطة والمناطق الساحلية لذلك فإن مدينة أريحا تعتمد بالكامل على آبار ارتوازية لسد احتياجاتها من مياه الشرب والري مثل نبع عين السلطان، مصدر المياه في هذا النبع يأتي من الجبال البعيدة ويعتبر المصدر الرئيسي لمياه الزراعة، تبلغ نسبة المياه الصادرة منه حوالي 680 كيلو مترا مكعبا في الساعة وتبلغ نسبة الملوحة 600 جزء في كل مليون جزء، وهو يعتبر مصدراً ثابتاً للمياه طوال السنة، وتستعمل المياه فيه للري والشرب على حد سواء.

بالإضافة إلى مواقعها السياحية، تعتبر أريحا منطقة مهمة للزراعة فهي مشهورة بزارعة الحمضيات والتمور والموز والورود والخضراوات الشتوية.

تبلغ المنطقة الخاضعة لحدود البلدية 45 كيلو مترا مربعا وعدد السكان في المدينة يبلغ 17000 نسمة وإذا أضفنا عدد السكان في مخيمات اللاجئين المجاورة فإن العدد يرتفع إلى 25000 نسمة. الموقع والتسمية

تقع مدينة أريحا في الطرف الغربي لغور الأردن أو ما يعرف بغور أريحا، وهي أقرب للحافة الجبلية لوادي الأردن الانهدامي، منها إلى نهر الأردن، تقع عند خط الانقطاع بين البيئة الجبلية إلى الغرب والبيئة الغورية في الشرق، وهي بذلك نقطة عبور هامة منذ القدم للقوافل التجارية والغزوات الحربية التي كانت تتجه غرباً نحو القدس وشرقاً نحو عمان، وهي أيضا الممر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت، يمر منها الحجاج المسيحيون القادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت، من جهة أخرى، كانت أريحا البوابة الشرقية لفلسطين، عبرتها كثير من الجماعات البشرية المهاجرة إلى فلسطين على مدى العصور، وتنخفض عن سطح البحر نحو2500 قدم.
ويصفها البغدادي في معجم البلدان فقال : أريحا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء المهملة أو بالحاء المعجمة، وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن والشام، سميت بأريحا نسبة إلى أريحا بن مالك بن أرنخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وهذا يدل على أن أصل التسمية سامي الأصل .
وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر، وقد عرفها العرب بأريحاء، وأريحا، وأطلق عليها أيضا مدينة وادي الصيصان، وسميت بهذا الاسم لأنه يكثر فيها هذا النوع من الشجر الذي يلتف كسياج حول بساتينها ولا يزال فيها إلى اليوم .
وسميت كذلك بتل السلطان أو عين اليشع، لأن أريحا القديمة لم تكن سوى تل صناعي صغير يدعى تل السلطان وهو أصل المدينة الأولى .


أريحا عبر التاريخ :

يعتبر الخبراء الأثريون أن مدينة أريحا هي من أقدم مدن فلسطين إذ يرجع تاريخها إلى العصر الحجري القديم أي نحو 7000 سنة قبل الميلاد بل يذهب البعض منهم إلى أنها اقدم مدينة في العالم قائمة حتى اليوم.
وقد حدد الخبراء موقع أطلالها عند تل السلطان الذي يقع على بعد 2 كيلو متر شمالي المدينة الحالية بالقرب من نبع عين السلطان.
هاجمها الهكسوس فيما بين 1750 –1600 ق. م واتخذها قاعدة له، وكانت أول مدينة كنعانية تهاجم من قبل بني إسرائيل على يد يوشع بن نون سنة 1188 ق.م، واحرقوا المدينة وأهلكوا من فيها، ثم قام المؤابيين بإخراج اليهود سنة 1170 – 1030 ق.م بقيادة الملك عجلون .
ازدهرت أريحا في عهد الرومان ويظهر ذلك في آثار الاقنية التي اكتشفوها والتي تظهر في وادي نهر القلط .
وفي عهد المسيح عليه السلام ازدادت شهرة المدينة، حيث زارها المسيح عليه السلام كما زارها النبي زكريا عليه السلام .
ويرجع الفضل إلى الرومان في تعمير المدينة وازدهارها، ففي عهد قسطنطين الكبير 306 – 327 م انتشرت المسيحية في أريحا وأقيمت في ضواحيها الأديرة والكنائس وأصبحت مركزاً لأسقفية، وكذلك ازدهرت في عهد البيزنطيين وتقدمت حتى دخلت تحت حكم العرب المسلمين في القرن السابع الميلادي وأصبحت تابعة للرملة مركز جند فلسطين .
وقد أصبحت في صدر الإسلام أهم مدينة زراعية في الغور، حيث انتشرت فيها زراعة النخيل وقصب السكر والموز وغيرها.
ثم خضعت أريحا لحكم الصليبيين بعد أن غزوا فلسطين، وأصبحت مركزاً للجيش الملكي الصليبي بقيادة ريموند الذي غادرها بجيشه بعد أن سمع بقدوم الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، حيث جعلوها جسراً لهم في فلسطين للاتصال بقواتهم وولاتهم في الشام .
ثم خضعت للحكم الملوكي، و أصبحت جزءاً من مملكة دمشق، وفي أثناء الحكم العثماني أصبحت أريحا ناحية بعد أن كانت قرية، ويقيم فيها حاكم يدعى المدير، ثم أصبحت قضاء في عهد الانتداب البريطاني، وكانت مركزاً للقضاء حتى عام 1944 إلى أن ألغته سلطات الانتداب البريطاني و ألحقته بقضاء القدس، وفي عام 1965 عادت مركزاً للقضاء واستمرت كذلك إلى أن احتلها الصهاينة عام 1967.


السكان والنشاط الاقتصادي:
تزايد عدد سكان أريحا بشكل تدريجي قبل عام 1948 ، حيث ارتفع من 300 نسمة عام 1912 إلى 1039 عام 1922م ثم إلى 1693 عام 1931 ، ثم ارتفع عددهم إلى 3010 عام 1945 ثم إلى 10166 نسمة عام 1961 ثم إلى 15000 عام 1978 وحسب إحصاء عام 1997 بلغ عدد السكان في مدينة أريحا بما فيها مخيمات اللاجئين إلى 20795 نسمة .
وقد مارس سكان مدينة أريحا العديد من الأنشطة منها:
الزراعة:
وقد عرفت أريحا منذ القدم بغزارة مياهها وخصوبة تربتها وقد حافظت أريحا على شهرتها الزراعية منذ أقدم الأزمنة، حيث زادت المساحة المزروعة ومن أهم المزروعات الحبوب المختلفة كالقمح والشعير والذرة والسمسم، كما تزرع فيها الأشجار المثمرة كالحمضيات والموز والزيتون والعنب والنخيل، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى، كالتبغ وهناك فائض في الإنتاج الزراعي يصل إلى مدن الضفة الغربية الأخرى وكذلك يصدر إلى الأردن .
التعدين والصناعة :
عرفت أريحا الصناعة منذ القدم مثل صناعة السلال والحياكة والحصر والحراب والنبل المزودة برؤوس الصوان والفؤوس والخزف وغيرها، أما في العصر الحالي فهناك صناعة الفخار ، الحصر ، النسيج ، المياه الغازية ، الكراسي ، تخمير الموز ، الخيام.
كما ازدهرت صناعة استخراج المعادن والأملاح من البحر الميت مثل:
كلوريد البوتاسيوم و الصوديوم والماغنيزيوم والكالسيوم والرومين، وتوجد في البحر الميت كميات هائلة من هذه المواد تقدر بملايين الأطنان.
السياحة :
تتمتع أريحا بخصائص سياحية فهي تمتاز بشتائها الدافئ، حيث الشمس الساطعة والسماء الصافية والجو الرطب، كما تمتاز بكثرة فواكهها و أشجارها، وفيها خمس منتزهات وسبع فنادق إحداهما على البحر الميت، بالإضافة إلى البحر الميت الذي يعتبر اشد بحار العالم ملوحة ويمكن الاستحمام فيه بأمان، حيث لا توجد فيه أمواج أو حيوانات مائية مفترسة.

النشاط الثقافي في مدينة اريحا:

1. التعليم : كان التعليم في مدينة أريحا مقتصراً على الأديرة والكنائس حتى الانتداب البريطاني، حيث أنشأت مدرستان إحداهما للبنين وأخرى للبنات، وفي عام 1967 بلغ عدد المدارس 26 مدرسة منها 4 مدارس ثانوية و 8 مدارس إعدادية و أربعة عشر مدرسة ابتدائية، كما يوجد هناك مدرسة صناعية تابعة للتعليم المهني، بالإضافة إلى مدرستين صناعيتين أخريين للشبان المسيحيين، وهناك مدارس للتعليم المهني مثل المعهد الشعبي لتعليم الطباعة ومدارس تعليم السواقة، وقد زادت الحركة الثقافية في أريحا بعد إنشاء مكتبة بلدية أريحا حيث تضم 16 ألف كتاب .
2. الاندية : ويوجد في أريحا عدة أندية وهي:
أ. النادي الرياضي الثقافي: الذي افتتح عام 1951 بعد محاولات سابقة لانشاء نادي لم يكتب لها النجاح، وقد أغلق بعد أن اعتقل رئيسه بتهمة سياسية .
ب. نادي ترسنطة: وهو خاص بالشباب المسيحيين الآن معطل .
3. الجمعيات : وهناك عدد من الجمعيات منها :
أ . جمعية الشابات المسيحيات وهي تابعة لمنظمة عالمية بهذا الاسم، ويمكن للمسلمات الانتساب لهذه الجمعية، وتقوم هذه الجمعية بأنشطة مختلفة مثل المحاضرات لربات البيوت وتعليم الخياطة، وهناك نشاط رياضي محدود .
ب. جمعية الشبان المسيحية في عقبة جبر ويتبعها مدرسة للتعليم المني، تضم عدداً من المعلمين والطلاب لتعليم النجارة والتنجيد والجلد والدهان، ومدة كل دورة منها ثلاث سنوات.
ت. جمعية البر بالشهداء وفيها مدرسة للتعليم المهني أيضاً، أنشأت عام 1952 لتعليم الحدادة والدهان والخياطة والتنجيد والغسيل والكي .

معالم المدينة

تعتبر مدينة أريحا من مدن المراكز المناخية، لدفء مناخها في فصل الشتاء وانخفاضها الكبير تحت مستوى سطح البحر، ولذلك يأتي إليها الكثير من الزائرين في فصل الشتاء للاستشفاء ويحتفظ الشكل العمراني في المدينة بالشكل الإشعاعي، ويتفرع من مركز المدينة العديد من الشوارع في جميع الاتجاهات، ولهذا النمط مزايا هامة، منها إضافة مساحات من الأراضي داخل المدينة، وهذا يجعلها تحتفظ بمزايا صحية .
وتضم أريحا الكثير من المعالم الأثرية مثل:
أ. تل عين السلطان: وهي نبع ماء قديم جداً يبعد عن أريحا مسافة كيلو مترين.
ب. قصر هشام الأثري: وهو قصر عربي رائع بناه هشام بن عبد الملك الذي حكم عام 105-125 هـ (724 – 743م) على خربة المفجر .
ج. دير قرنطل أو جبل الأربعين: تأسس هذا الدير على يد الارشمندريت افراميوس سنة 1892 وهذا المكان قديم منذ زمن السيد المسيح، وقد جدد عدة مرات، وأول من فكر في المحافظة على قدسيته الملكة هيلانة، حيث أقامت عليه تشييداً قديماً منذ عام 325 م.
د. دير مار يوحنا أو دير القديس يوحنا المعمداني: وهو تابع للطائفة الأرثوذكسية، يقع على نهر الأردن .
هـ . دير اللاتين: بنى هذا الدير جماعة الفرنسيسكان سنة 1925 على مقربة من مساحة المدينة، وبه كنيسة الراعي صالح، وبها عدة أيقونات جميلة ومروحة ونوافذ مزخرفة وتمثال للسيدة العذراء والطفل يسوع وتمثال للسيد المسيح وبعض اللوحات الزيتية، وفي الكنيسة مكان لتعميد الأطفال وآخر للاعتراف أمام الكاهن.
وهناك مجموعة من الأديرة الأخرى، مثل دير الروم، در الحبش، دير المسكوب ، المغطس، دير القبط، دير القلط، قصر حجلة أو دير حجلة .
أما عن المساجد في أريحا فأشهرها :
1. مسجد أريحا القديم: بني عام 1331 هـ، تبلغ مساحته 3 دونمات، به 11 صنبوراً مفروش بالحصير، وله بابان شمالي وغربي و 11 نافذة خشبية ومنبر خشبي على الطراز القديم.
2. مسجد صالح عبده: وبناه صالح طاهر عبده عام 1952على مساحة 3 دونمات وله بابان و15 نافذة زجاجية ومنبر خشبي .
وهناك مساجد أخرى مثل:
مساجد عين السلطان – مساجد عقبة جبر – مساجد النويعمة – مسجد غور نمرين – مسجد قصر هشام – مسجد النبي موسى.

أعلام المدينة:

المدينة اليوم : تعتبر مدينة أريحا مركزاً لمحافظة أريحا اليوم التي تضم 16 تجمعاً سكانياً، وقد أقامت إسرائيل فيها 11 مستوطنة يوضحها الجدول التالي : الطريق إلى أريحا
توجد هنالك العديد من المواقع التاريخية المثيرة للاهتمام والتي يتوجب زيارتها تقع على طريق القدس الرئيسي المؤدي إلى أريحا حيث شقت هذه الطريق في وسط منطقة شبه صحراوية تعرف محلياً باسم بريّة القدس، هذه المنطقة الصحراوية تقدر بحوالي 500 كيلو متر مربع ولا تحتوي على أية مياه وقد كانت مزاراً للرهبان في الحقبات الزمنية السابقة حيث كانوا يتأملون ويتعبدون في أجواء هذه البرية الصافية و الهادئة، واليوم أيضاً وبنفس سحر الأزمنة القديمة يقوم البدو الموجودون هناك بنصب الخيام على أطراف الطريق الممتد إلى أريحا ولكن الشيء الوحيد الذي ينغص هذه الحياة البسيطة التي يعيشونها هو ظهور مستوطنتين إسرائيليتين في المنطقة، ظهرتا بشكل مفاجيء وبدون سابق إنذار تحصل هذه المستوطنات على المياه عن طريق حفر آبار عميقة تصل إلى مخزون المياه الجوفي مما يؤدي إلى التأثير على جريان المياه الطبيعي إلى مدينة أريحا.

العيزرية
على مسافة 4 كيلو مترات شرقي مدينة القدس وعلى الطريق الرئيسي ( القدس - أريحا ) تقع القرية الفلسطينية المعروفة باسم العيزرية، توجد في هذه القرية الكنيسة المعروفة باسم بيثني، الاسم العربي للقرية مشتق من الاسم الإغريقي القديم لازاروس والذي وفقاً لكتاب العهد الجديد أن السيد المسيح عليه السلام قد أقامه من بين الأموات، في القرن الرابع الميلادي بني على ضريح لازاروس معبد صغير، حول هذا المعبد فيما بعد إلى كنيسة في فترة حكم الصليبيين، بعد ذلك تم تحويل الكنيسة إلى جامع لكنها أعيدت إلى كنيسة في القرن السابع عشر، الكنيسة الموجودة حالياً بنيت في سنة 1950 على يد الرومان الكاثوليك، في الجوار أيضاً توجد الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بقبتها الزرقاء الرائعة ( أوقات الزيارة من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة والنصف وكذلك من الساعة الثانية إلى الخامسة مساءً )

الخان الأحمر
على بعد 10 كيلو مترات شرقي مدينة القدس و على الطريق الرئيسي المؤدي إلى أريحا يقع الخان الأحمر والمعروف أيضاً بالخان السامري، الخان هو عبارة عن بناء عثماني من القرن السادس عشرة، كان مزاراً للتجار على هذا الطريق القديم الذي يربط ضفتي نهر الأردن حيث كانوا يتوقفون للاستراحة وإطعام الخيول.
أما اليوم فيوجد هنالك متجر للتذكارات وخيمة بدوية تقدم المرطبات للسياح، على الجهة المقابلة توجد هناك آثار واضحة لكنيسة سان يوثيميوس التي بنيت في القرن الخامس وأصبحت المركز الهام للنساك في فلسطين، بنيت هذه الكنيسة في هذا الموقع تمجيداً لقصة السامري الطيب الذي ساعد المسيح عليه السلام في رحلة العودة إلى القدس، اسم "نزل السامري الطيب" هو مشتق من هذه القصة وقد استمرت هذه الكنيسة إلى القرن الثالث عشر إلى أن قام بتدميرها السلطان المملوكي بيبرس وذلك لأنها كانت مقامة على طريق الحجاج الزائرين لمقام النبي موسى، على التلة الموجودة خلف الخان تقع مستوطنة معاليه أدوميم التي أقيمت سنة 1978 بعد احتلال الأراضي المقامة عليها والتي أصبحت بمثابة مدينة الآن، تسعى السلطات الإسرائيلية الآن إلى دمج المستوطنة إلى ما يعرف بمشروع القدس الكبرى.

( دير السان جورج ) وادي القلط
بعد اجتياز الخان الأحمر تبدأ الطريق بالانحدار نحو وادي الأردن، وبعد اجتياز الخان بثلاثة كيلو مترات توجد هنالك طريق ضيقة على الجهة الشمالية تؤدي إلى وادي القلط ودير السان جورج ( دير القلط )، الوادي هو انهدام طبيعي بين الهضاب المجاورة وهو مكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين أريحا والقدس، الطريق الضيقة والوعرة التي تمتد بمحاذاة الوادي كانت في يوم من الأيام الطريق الرئيسي لمدينة أريحا ولكنها تستعمل الآن من قبل السياح الزائرين للدير.
في القدم، كان الوادي والجداول وأنظمة الري القديمة تعتبر الأكبر والأكثر أهمية في البلاد.
سكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي،فقد سكنوا في البداية في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم بدءوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس، تم بناء العديد من هذه الأديرة هنا، ولكن دير سان جورج هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي سنة 614 بعد الميلاد، تم تدمير هذا الدير وقتل العديد من الرهبان والنساك، في داخل الدير يتم عرض العديد من الجماجم والمومياوات للرهبان القتلى.
يعرف الوادي أيضاً كموقع رائع لممارسة رياضة تسلق الجبال و المشي خصوصاً في فصل الشتاء،فقد تم وضع علامات مميزة على طريق مخصص للمشي بطول 15 كيلو متر يبدأ من ينابيع القلط وحتى موقع "تلول أبو العلايق "أو "قصر هيرودوس الشتوي " في أريحا، أوقات الزيارة من الساعة التاسعة وحتى الثانية عشرة ومن الساعة الثانية وحتى الساعة الرابعة.

مقام النبي موسى

من المتعارف عليه محلياً أن مقام النبي موسى يعتبر مكاناً مقدساً لأنه يضم ضريح النبي موسى، فالنبي موسى عليه السلام يعتبر من اهم الرسل في حياة المسلمين.
الحجارة الحمراء القابلة للاشتعال تزيد من قداسة وحرمة هذا المقام، هذه الخاصية الرائعة في هذه الحجارة ترجع إلى احتواء الأملاح الموجودة فيها على القطران و الزيت،وقد استخدم الحجاج هذه الحجارة للطهي وللحصول على الدفء في فصل الشتاء.
لقد كان هذا الضريح مركزاً للمهرجان السنوي الذي يقيمه الحجاج والمعروف باسم "المواسم" وذلك من أيام القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الطغيان الصليبي في القرن الثاني عشر الميلادي، المسلمون يعتقدون بأن سيدنا موسى عليه السلام قد دفن هنا مع العلم ووفقاً لكتاب العهد القديم ( سفر تثنية الاشتراع 34 ) لم يدخل سيدنا موسى عليه السلام فلسطين أو أرض الميعاد أبداً، ولكنه في الأغلب مات في جبل نيبو في الأردن.
البناء الحالي مكون من الجامع و المنارة وحجرات مختلفة وقد أكتمل في سنة 1269 بعد الميلاد خلال فترة حكم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي حكم في الفترة الممتدة بين 1260 و 1277، قام هذا السلطان بتوريث العديد من الأراضي الزراعية والقرى كأراضي " وقف " للحفاظ على المقام ، من هذه الأراضي ترمس عيا، المزرعة، خربة أبو فلاح، صور باهر، وكذلك أراضي وادي القلط، في حقبات زمنية لاحقة تم ضم أراضي وقرى أخرى من منطقة نابلس وعجلون.
تم إضافة العديد من الغرف للحجاج والتي غيرت من معالم المقام الخارجية حتى وصل إلى شكله وحجمه الحاليين في 1475 ميلادي،كذلك أجريت إصلاحات أخرى هامة خلال الحكم العثماني في 1820، هذه المعلومات موثقة في نقش حجري موجود في أعلى المدخل الغربي للمقام.


مواسم النبي موسى
إن تطور الاحتفال السنوي الذي يقيمه الحجاج في مقام النبي موسى يرجع إلى أيام القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من أيدي الصليبيين، وكدليل على عظمة المسلمين ونواياهم الحسنة اتجاه المسيحيين سمح القائد صلاح الدين الأيوبي بموجب شروط معاهدة أقامها مع المسيحيين بزيارة الأماكن المقدسة في عيد الفصح المجيد، لهذا السبب فإن أوقات الحج لدى المسيحيين واحتفالات النبي موسى هي دائماً في الأسبوع الذي يسبق عيد الفصح، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت القدس مزاراً لآلاف المسلمين من كافة أنحاء فلسطين في ما يعرف بيوم الجمعة الحزينة، يقومون في هذا اليوم بالصلاة في المسجد الأقصى ومن ثم يسيرون بتجمعات ضخمة ومهيبة يغنون الأغاني الدينية ويرقصون رقصات الدبكة الشعبية ويعزفون المزامير ويقرعون الطبول حتى يصلون إلى المقام لتستمر الصلوات والاحتفالات من ركوب الخيل والألعاب المختلفة لمدة خمسة أيام متتالية حول المقام، وعلى مرّ السنين أصبح هذا الاحتفال أحد أجمل وأشهر الاحتفالات في فلسطين.
احتفال "المواسم" هو بمثابة احتفال ومناسبة دينية وهو يعتبر أيضا وقت للاستجمام والترفيه وهو حدث اجتماعي مهم أيضاً فهو يجمع بين مختلف طبقات الناس الذين يعيشون في فلسطين حيث يناقشون أمورهم ويقيمون روابط وعلاقات ونشاطات مع بعضهم البعض.
يأتي الوافدون من مدن بعيدة مثل حيفا، نابلس ، يافا ، الخليل، والقدس ومدن وقرى أخرى في فلسطين، من جهة أخرى ظهرت الأهمية السياسية لهذا التجمع العظيم في أحداث 1920 و 1930 حيث تظاهر العشرات من الفلسطينيين المحتفلين بمواسم النبي موسى ضد الهجرات الصهيونية والمستوطنات في فلسطين وضد حكومة الانتداب البريطاني التي أيدت هذه الهجرات في سنة 1930.فقد أستدعي الجيش البريطاني ليقمع هذه التظاهرات في هذا الموقع وفي سنة 1937 حظر البريطانيون الاحتفالات في الموقع بشكل كامل،ولكن الحجاج استأنفوا زياراتهم في سنة 1987 حيث حضر احتفال "المواسم" الذي نظمته مؤسسة الأوقاف الإسلامية في القدس أكثر من خمسين ألف فلسطيني بعد انقطاع دام 50 سنة.
الاحتفالات توقفت بعد الإجراءات الاستبدادية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الانتفاضة ( 87 – 95 ) و لكن اللجنة الخاصة لترويج السياحة في محافظة أريحا وبالتعاون مع وزارة الأوقاف الإسلامية قامت بإعادة إحياء هذه الاحتفالات تحت رعاية الرئيس ياسر عرفات سنة 1997.


وصف للموقع
يمثل بناء المقام الفن المعماري الإسلامي بأبسط وأجمل صورة، فهو بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق يعلوها مجموعة من القباب، ويتكون البناء من ساحة كبيرة مفتوحة تقع في المنتصف وحولها أكثر من 120 غرفة وقاعة، الجامع الرئيسي مع المنارة يقع مقابل الحائط الغربي للساحة. في الداخل، يوجد هناك محراب يشير نحو مكة المكرمة وهو يستخدم من قبل الإمام الذي يأم الصلاة، ينقسم الجامع إلى قسمين بوجود حائط مع فتحة كبيرة من القسم الشرقي الكبير وهو مخصص للرجال والقسم الغربي الأصغر المخصص للنساء، على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسي يوجد هنالك باب يؤدي إلى غرفة صغيرة يتوسطها ضريح مغطى بقماش أخضر حيث يقع مكان دفن النبي موسى عليه السلام .
يوجد هناك نقش مملوكي على الحجر باللغة العربية على الحائط ينص : " تم بناء هذا المقام على قبر النبي الذي تكلم مع الله سبحانه وتعالى وهو موسى عليه السلام بناءً على أمر من جلالة السلطان طاهر أبو الفتاح بيبرس سنة 668 هجري" لقب أبو الفتاح يعني الفاتح وقد لقب بهذا الاسم عد تحريره لفلسطين من أيدي الصليبيين .
تقوم المنارة التي تقع خارج الجامع بإضافة مظهر شمولي رائع للمقام ولوادي الأردن وللهضاب الصحراوية الموجودة في الخلف، في يوم صاف يستطيع المرء رؤية تلال مؤاب على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وكذلك جبل نيبو الذي له علاقة مع قصة النبي موسى عليه السلام حسب الكتاب المقدس.
تخص المقبرة الكبيرة التي تقع خارج أسوار المقام المسلمين الذين توفوا خلال الاحتفالات أو الذين طلبوا أن يدفنوا هنا بسبب المكانة الدينية للموقع، ومن المتعارف عليه محلياً أن المقبرة تحتوى على ضريحين مهمين بني عليهما مقامين اثنين المقام الأكبر يقع إلى الغرب من مقام النبي موسى عليه السلام بمسافة كيلو متر واحد وهذا المقام حسب التقاليد والأعراف هو لحسن الراعي وهو راعي أغنام عمل لدى النبي موسى عليه السلام، مع العلم أنه وبالرجوع إلى المعلومات المدونة فإن حسن الراعي يكون الحارس المسؤول عن حراسة المقام في القرن التاسع عشر ومن سوء الحظ أنه تم تخريب هذا المقام في السنوات الأخيرة، اما المقام الثاني والذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية هو للسيدة عائشة وهي امرأة صالحة عاشت في المنطقة في السابق وأول ذكر لهذا المقام كان في سنة 1920.

المقام اليوم
استمر الحظر المفروض على إقامة احتفالات "المواسم" في سنة 1937 حيث استخدم المقام كقاعدة عسكرية تحت الحكم الأردني وتحت الحكم الإسرائيلي فيما بعد حتى سنة 1973 حيث سلم الموقع إلى الوقف الإسلامي في القدس، أجريت هذه الاحتفالات لمرة واحدة في 1987 ولكنها أوقفت من قبل الإسرائيليين في بداية الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال في شهر كانون أول من تلك السنة وفي سنة 1992 وضعت اتفاقية أوسلو هذا المكان المقدس تحت وصاية وزارة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية وقد كان من الضروري إجراء العديد من الإصلاحات والترميمات للمقام، وقد قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بتعيين لجنة خاصة لهذا الأمر.
اليوم تعيش عائلة فلسطينية من مدينة أريحا في الموقع و تقوم بالاعتناء به وهم سيسعدون باصطحاب الزوار في جولة حول المقام، هذه العائلة تدير متجر صغير لبيع الهدايا الرائعة والنادرة مثل زيت الزيتون المصنوع محلياً والصابون المصنوع من الزيت والعسل حيث تذهب العائدات للمحافظة على الموقع وصيانته، يكون المقام مفتوح يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى غروب الشمس ولا توجد رسوم دخول للموقع.
ولكن التبرعات المالية التي تذهب للمحافظة على المقام وصيانة المرافق الخاصة به فهي تلاقى بالترحاب.

جمالية الموقع
يعتبر مقام أو ضريح النبي موسى عليه السلام مثلاً رائعاً للفن المعماري الإسلامي القديم خاصة وأنه مقام في بيئة طبيعية مثيرة للإلهام ، يقع المقام على بعد 8 كيلو متر إلى الجنوب الغربي من مدينة أريحا على الطريق الرئيسي الذي يربط القدس مع مدينة أريحا ويمتد من الطريق الرئيسي مسافة 2 كيلو متر إلى الشمال.
لذلك فهو يقع على بعد 28 كيلو متر إلى الشرق من مدينة القدس في منطقة شبه صحراوية تدعى برية القدس و 2 كيلو متر مروراً بالإشارة التي تدل على مستوى سطح البحر.
المعلومات السابقة هي من نسخة معدلة من النص الأصلي صادرة عن الجمعية الفلسطينية للتبادل الثقافي ( PACE ) في رام الله وكذلك عن مقالة كتبت من قبل مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في القدس ومن تقرير أعده عباس نمر نشر في جريدة القدس في 1997.

مقام حسن الراعي ومقام عائشة
حفظت المقبرة الكبيرة خارج أسوار المقام للحجاج للمسلمين الذين ماتوا هنا خلال الاحتفالات أو أولئك الذين طلبوا أن يدفنوا هنا بسبب الأهمية الدينية للمقام، وبالرجوع إلى التقاليد والأعراف المحلية فإن المقبرة تحتوي على ضريحين مهمين شيد عليهما مقامين اثنين، المقام الأكبر والذي يقع إلى الغرب من مقام النبي موسى بحوالي كيلو متر واحد هو لحسن الراعي وهو راعي أغنام عمل لدى النبي موسى عليه السلام مع أن المحفوظات تشير إلى أنه كان حارس المقام في القرن التاسع عشر، المقام الأخير في الجنوب الشرقي يعتقد أنه لعائشة وهي زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويعتقد أيضاً أن عائشة قد توفيت في سوريا فربما كان هذا المقام لامرأة صالحة عاشت هنا وكانت تسمى بنفس الاسم.

تلول أبو العلايق
الموقع مشيد بين عدة تلال منخفضة على جانبي وادي القلط وهو يقع على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا عند نقطة التقاء وادي القلط مع سهل أريحا، تستطيع الوصول إلى هذا الموقع بسلوك الطريق العام القدس / أريحا أو من المفضل سلوك طريق أريحا القديم المحاذي للوادي، إن أقدم الاكتشافات في موقع تلول أبو العلايق تعود إلى العصر النحاسي 4500-3100 قبل الميلاد ولكن البقايا المهدمة القديمة تعود للعصر الهلنستي أو العصر الروماني، كانت أريحا في فترة الإمبراطورية الرومانية حديقة غناء مليئة بالفاكهة وأشجار النخيل وقد قام مارك أنتوني بإهداء هذه المدينة الجميلة إلى كيلوبترا ملكة مصر.
وصلت المدينة إلى قمة تطورها في فترة حكم هيرودوس العظيم الذي قام ببناء قصره الشتوي في موقع تلول أبو العلايق فيعتبر هذا القصر من أفضل وأجمل الأبنية المرممة في الموقع والتي لربما كانت المركز الإداري لمدينة أريحا في ذلك الوقت، لقد بني القصر على جانبي الوادي للسماح لساكنيه بمشاهدة المياه المنسابة في الوادي في فصل الشتاء.
عثر على حديقة ضخمة من أشجار النخيل والبلسم بمساحة تقدر بـ 11000 متر مربع خلال حملات التنقيب عن الآثار من الناحية الشمالية من القصر، وقد سميت الحديقة بالحديقة الملكية وقد تم العثور أيضاً على أساسات للحائط الذي يحيط بالأبنية وكذلك على بعض الورش وبرك السباحة والأفران ومعصرة لصناعة الخمر وأنظمة مجاري وأبنية لحفظ المياه و كانت هذه المنطقة تعرف بالمنطقة الصناعية للمدينة آنذاك.
من غير المعروف متى هجر هذا الموقع ولكن التقديرات تشير إلى أن هذا قد تم حين ضربت المنطقة بزلازل عنيف في القرن الأول للميلاد، بعض الآثار في تلول أبو العلايق من العصر البيزنطي والإسلامي تشير إلى أن الموقع لم يهجر بشكل كامل ولكنه تقلص بالمساحة، لا يوجد رسوم دخول للموقع وأوقات الزيارة هي طوال اليوم.

أريحا القديمة ( تل السلطان )

إن أقدم منطقة في أريحا تقع على سفح تلة تشرف على هذه الواحة الغناء على بعد 2 كيلو متر إلى الجانب الشمالي الغربي من المدينة الحالية، أظهرت الاستكشافات الأثرية التي قام بها عالم الآثار البريطاني ك. كينيون وجود مستوطنات تعود إلى 9000 سنة قبل الميلاد، تحدد هذه الفترة، فترة الانتقال من البداوة إلى الاستقرار الزراعي، ويعتقد بوجود بقايا لـ 23 حضارة قديمة قامت بالبناء في هذا الموقع، العديد من الهياكل القديمة واضحة هنا من ضمنها أقدم نظام درج في العالم، أقدم حائط وأقدم برج دائري للدفاع في العالم حيث يعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد وهو موجود في وسط الموقع، هذه الاكتشافات قد جعلت من مدينة أريحا أول مدينة محصنة في التاريخ، آخر سلالة قامت بالاستيطان في هذا الموقع تعود إلى العصر البيزنطي والعصر الإسلامي الأول
تعتبر مشاركة ومساهمة مدينة أريحا في الحضارة الإنسانية فريدة من نوعها، فهي تعتبر السباقة في مجالات عدة منها تدجين الحيوانات والزراعة المنظمة وكذلك اختراع صناعة الفخار.
هذه التطورات في المجتمع القديم جرت قبل 1000 سنة من فترة الميزوبوتاميا وفترة تطور مصر القديمة فالأسوار والأبراج في أريحا قد سبقت الأهرامات في مصر بحوالي 4000 سنة، تعود شهرة مدينة أريحا أيضاً بكونها دمّرت من قبل القبائل الإسرائيلية الغازية في سنة 1200 قبل الميلاد كما هو مدون في العهد القديم مع العلم ان التنقيبات الأثرية لم تشر إلى أي دليل حول هذه القصة، في الجهة المقابلة للتل يقع نبع عين السلطان حيث وفرة المياه، يبلغ نتاج هذا النبع من المياه حوالي 700 متر مكعب في الساعة والذي يجعله أهم نبع من ينابيع أريحا والتي هي نبع نويعمة، ديوك، العوجا والقلط.
سمي نبع عين السلطان بهذا الاسم لأن البابليون قد قاموا باقتلاع عيني ملك منحى عن العرش من بيت المقدس هنا، وقد أطلق عليه أيضاً اسم نبع اليشا بعد أن قام النبي إليشا بتحلية مياه هذا النبع، الموقع مفتوح للزيارة يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءً.

جبل التجربة
كانت مدينة أريحا البيزنطية موجودة في داخل وحول المدينة الحالية الحديثة فقد تم اكتشاف العديد من الأديرة والكنائس هنا، أهمها الاكتشافات الخاصة بدير قرنطل ،يبلغ ارتفاع جبل قرنطل نحو 350 متر إلى الغرب من مدينة أريحا والتي تطل على وادي الأردن، هنا في هذا الموقع أمضى السيد المسيح عليه السلام 40 يوماً وليلة صائماً ومتأملاً خلال إغراءات الشيطان له على المنحدر الشرقي للجبل توجد هنالك العديد من الكهوف يبلغ عددها تقريباً 30-40 كهف وقد سكنها النساك والرهبان في الأيام الأولى للمسيحية.
المسار الذي يؤدي إلى الدير اليوناني شديد الانحدار ومن الصعب تسلقه ولكن المكان يستحق الزيارة إما مشياً على الأقدام أو باستعمال العربات المعلقة وهي أول عربات معلقة أقيمت في فلسطين وكذلك وبالإضافة إلى الدير الروماني، يستطيع المرء رؤية الحصن الروماني في أعلى الجبل والذي بني ليحمي الوادي، كلمة قرنطل هي اشتقاق من الكلمة اللاتينية "فاردارغيتا" والتي تعني "أربعون" إشارة إلى المدة التي قضاها السيد المسيح عليه السلام صائماً ومتعبداً في الموقع، وقد أطلق هذا الاسم على الجبل الصليبيون في القرن الثالث عشر، أوقات الزيارة هي من الساعة السابعة صباحاً إلى الثالثة مساءً ومن الساعة الرابعة مساءً إلى الساعة الخامسة مساءً في الصيف ومن الثالثة مساءً إلى الرابعة مساءً في الشتاء.

طواحين السكر
في منتصف الطريق بين تل السلطان وجبل قرنطل وعلى جهة اليمين، تقع طواحين السكر، من المعروف أن إنتاج قصب السكر وتصنيعه كان معروفاً من زمن الأمويين، وقد قام الصليبيون بتوسيع إنتاج السكر للتصدير إلى أوروبا ولهذا قاموا ببناء طواحين سكر متطورة بقيت آثارها في مدينة أريحا، الآثار الدالة على القنوات والتي جلبت المياه من عين الديوك ما تزال ظاهرة للعيان اليوم، وقد وفرت المياه الطاقة اللازمة لتشغيل الطواحين وورشات صناعة الخزف فيها ويستطيع المرء أيضاً رؤية آثار المعصرة والمصنع القديمين.

نعران
على بعد 4 كيلو مترات إلى الشمال الغربي من مدينة أريحا تقع المدينة البيزنطية الصغيرة "نعران"، تقع هذه المدينة إلى جانب نبع عين الديوك وعين النويعمة حيث تستطيع تتبع مسار القناة التي جلبت المياه إلى قصر هشام، من أكثر الآثار الدالة على هذه القناة هي روعة القوس العظيم الذي يربط أطراف الوادي بالقرب من الينابيع، تم العثور أيضا على آثار لمعبد يهودي قديم في أسفل بيت فلسطيني، تملأ أرضيته الرسومات والموازييك وتعود إلى القرن الخامس والسادس بعد الميلاد، توجد أيضاً نقوش عبرانية قديمة تبدأ بعبارة " السلام على إسرائيل " ، هذا البيت بقي تحت السيطرة الإسرائيلية حتى بعد نقل السلطات في مدينة أريحا إلى الجانب الفلسطيني ويقوم جنود إسرائيليين بحراسة الموقع على مدار اليوم.

قصر هشام
على بعد 5 كيلو متر إلى الشمال من مدينة أريحا وفي منتصف منطقة صحراوية يقع القصر الرائع المسمى بقصر هشام، كان القصر الذي شيده الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك سنة ( 724 –743 ) م أو الوليد بن يزيد ( 743 – 49 ) م مقرا للدولة، فمن المعروف أن السلالة الأموية العربية وقد حكمت امبراطورية تمتد من الهند إلى فرنسا، وكما هو الحال مع معظم الخلفاء العرب فقد فضل الخليفة هشام بن عبد الملك حرية الصحراء على حياة المدينة في العاصمة دمشق، القصر هو عبارة عن مجموعة من الأبنية وأحواض الاستحمام والجوامع والقاعات الكبيرة.

يتكون القصر من مجموعة من البنايات و الحمامات و الجوامع و قاعات مليئة بالأعمدة الأثرية، و تعتبر الفسيفساء و الزخارف و الحلي من الأمثلة الرائعة للفن و العمارة الإسلامية القديمة. يقول الخبراء بأن زلزالا عنيفا قد ضرب المنطقة و دمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل. و بفعل الأتربة و الأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء و الرسومات الرائعة الموجودة في القصر.

 

المصدر: موقع وزارة الإعلام الفلسطينية



جميع الحقوق محفوظة لإذاعة القرآن الكريم 2011
تطوير: ماسترويب